ورسول الله إلى الأمم … يدعو للعلم وللقيمِ
بأمانٍ عم البلدانـا … كي ينفيَ هيشاتِ الألم
قد بُعثَ مكارمَ أخلاقٍ … قد رمم منهار الذمم
قد جدَّد معروفاً نُسِيـا … قد حدَّد معيار الشيمِ
ونصائحُه كانت أمنـا … إخراجَ الناس من الظلم
كان المأمون إذا حكما … عدلٌ في الناس وفي الرحم
كان الميمونَ إذا أعطى … جودٌ أوفى فوق النُّجُم
كان المحمود إذا عادى … لا يبدأ حرباً بالغشم
كان المرحوم بما عبدا … ودعا للحق بلا نَهم
في دعوته كان الخُلُقا … حفظاً بالنهج وبالكلِم
قال الدنيا فيها جَوْرٌ … فاسعوا للعدل بلا نقم
قال الطغيان قد انتشرا … فارعَوْا أقواماً في هرم
حيث الأعوان بلا وجلٍ … حيث الأزلام بلا قَدَم
والمرأة مخلوق مسخا … في وسط النكران الأممي
والمال حوته خزائنهم … عاش المظلوم كما العدم
والأرض فِساحٌ قسمها السلطان على بعض الحشم
وخواء العقل بهم ترفٌ … أكسبهم وهماً ذا عِظمِ
والنفس اعتدَّت بالنشوى … كسرى مفتونٌ بالأُطُم
ونزاق النفس قد انتشرا … والقيصرُ موسومٌ بدمِ
عُبّاد الرسم لهم أمـل … بِرضى المعبود المرتسم
نزل التكليف بذاك الحــال فكان شفاءً للسقم
قال التوحيدُ لنا أملٌ … نجتثُّ به أخلاقَ عَمِ
أصحابُ رسول الله هدى … أدَّوا طاعاتٍ بالعِصَمِ
قاموا للدعوة إخلاصا … بِشْراً موصولاً بالحِكَمِ
ورَعَوا عهداً فيهم وجبا … كانوا حقاً أهل الشَّمم
ضحَّوا نفساً بذلوا مالاً … كانوا أمناً وبلا تُهمِ
قالوا للناس لكم ربٌ … خلق الأشياء من العدم
خلق الدنيا أرضاً وسما … أمرَ الإنسان أن اعتصم
هذا حبل لذوي ثقـة … وبه إعزاز الملتــزم
قام الإخلاص بما عملوا … قام الإحسان بلا صرَم
تأييد الله لهم نصْــرٌ … وبذا وصلوا أعلى القمم
يا مسلم كنت المسؤولا … عن نشر الدين بذي وَهَم
وَضّحْ للناس الإسلاما … ببشارة ربٍ ذي كرم
واخرج تدعوهم للحسنى … يا خير الناسِ من القِدمِ
وابذل في الناس الإيمانا … بالله وبالرُّسُل العِصَمِ
وأمر معروفاً قد وجبا … تنهى عن منكرِ ذي نَهَم
فرضٌ من رب قد أمرا … تكليف الدعوة فالتزِمِ
ربٌّ رزاقٌ قد وعـدا … ماءً غدقاً هيا استقمِ